benghazi عضو جديد
عدد المساهمات : 10 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12162 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/04/2013
| موضوع: الا بذكر الله تطمئن القلوب الإثنين أبريل 01, 2013 8:12 pm | |
| [color=#3300ff] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة الإنسان في هذه الحياة في اطمئنان قلبه، وراحة باله، واستقرار خواطره، وقد أرشد الله عباده في كلمة موجزة حكيمة إلى الوسيلة التي تحقق لهم هذه السعادة، وتقيهم من عذاب القلق والاضطراب، وآلام الجزع والهلع، وشقاء الشك والارتياب، فقال جل ثناؤه، وهو أصدق القائلين:
(أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28).
وذكر الله الذي تطمئن به القلوب، ليس هو مجرد ترديد اللسان لاسم من أسمائه، أو صفة من صفاته، وإنما هو تذكير ألوهيته وعظمته، واستشعار رأفته ورحمته، وقهره وعزته، واستحضار حكمته في سننه، وعدالته في قضائه.
فمن رَاضَ نفسه على أن يتذكر ربه في جميع حالاته: في سرائه وضرائه، وفي شدته ورضائه، وفي صحته وسقمه، وفي طاعته ومعصيته، أسند كل أمر إلى مصدره واطمأن إلى حكمة الله فيما نزل به، فَسَكن قلبه، واستراح من الهم والحزن على ما فاته، ومن الزَّهو والبطر بما جاءه، وأًمِن متاعب القلق والاضطراب.
- فإذا ابْتُلى بفقد عزيز عليه، أو بكارثة نزلت به، وتذكر ربه وأن كل ما كان وما يكون، إنما هو مقتضى إرادته ونفاذ لحكمه، وإنه لا رادَّ لما أراده، ولا مُعقب لحكمه، واطمأن قلبه، وسكن إلى ما قضى به ربه، وسلم واستسلم، ولم يجد في صدره حرجا مما أراد الله، ولا اعتراضًا على ما حكم به الله؛ وفي هذا الاطمئان عزاء وسلوان، ورضا وراحة بال، قال - تعالى -:
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
(الحديد: 22).
- وإذا خسر التاجر في تجارته، أو خاب العامل في سعيه، أو رسب الطالب في امتحانه، أو فات الإنسان أي خير كان يرجوه، وتذكَّر ربه، وأنه لن يصيب أحدًا إلا ما كتبه الله له، وإن يرده بخير فلا رادَّ لفضله، اطمأن قلبه إلى أن ما فاته لم يكن له، وإلى أنه لو كان له ما فاته، وفي هذا راحة من الاسترسال في الهم والحزن ووقاية من السخط واليأس، قال - تعالى -: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ) (فاطر: 2).
- وإذا أوتى الإنسان نعمة وزاده الله بسطة في الرزق والعلم، أو العافية أو الثراء أو الجاه، وتذكَّر ربه، وأن هذا الذي ينعم فيه إنما هو من فضل الله عليه، وإحسانه إليه اطمأن قلبه إلى رحمة الله وكرمه، وانطلق لسانه بحمده وشكره، وشكر النعمة يزيد المنعم كرما وإحسانًا. قال - تعالى -: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)
[إبراهيم: 7].
- وإذا وفق الإنسان إلى طاعة ربه والعمل بما يُرضيه، وتقرَّب إليه وتذكر ربه، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه إنما يجزى العامل على نيته، وأنه ينظر إلى القلوب والسرائر، لا إلى الصور والظواهر، أخلص في عمله؛ وَوَجَّه وَجْهَهُ لمن يهديه ويجزيه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
- وإذا وقع الإنسان في خطيئة أو اقتراف إثما وتذكَّر ربه، وأنه غافر الذنب وقابل التوبة لم ييأس من رحمة الله، ووجد السبيل ممهدة للتوبة والإنابة، ورجاء العفو والمغفرة، قال - تعالى -:
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ)
(آل عمران: 135).
فتذكر الله وصفاته وآيات رحمته وقدرته، يحي الضمير، وتستيقظ حاسة الخير، وتسكن النفس إلى الحقائق، وبهذا يطمئن القلب وتهون الشدة، ويستحق الإنسان معونة ربه وتوفيقه.
روي البخاري ومسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله - عز وجل -:
((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني))، ومن هذا نتبين الحكمة في أن الله أعد المغفرة والأجر العظيم، للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وعدّ أولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودًا وعلى جنوبهم، وعدَّ ذكر الله أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر، (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت: 45).
ونتبين الحكمة في أن الله - سبحانه - توعَّد الغافلين عن ذكره، ونهى عن طاعتهم واتباعهم، وأمر باجتنابهم والإعراض عنهم فقال عز شأنه: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف: 28)،
وقال - سبحانه -:
(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) | |
|
امير الاحساس عضو رائع
عدد المساهمات : 86 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12339 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/03/2013
| موضوع: رد: الا بذكر الله تطمئن القلوب الثلاثاء أبريل 02, 2013 12:05 pm | |
| جزاك الله كل خير
جعله الله في موازين حسناتك
تحياتي لك واحترامي على ماقدمت | |
|
Yakuza عضو جديد
عدد المساهمات : 10 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12136 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/04/2013
| موضوع: رد: الا بذكر الله تطمئن القلوب الجمعة أبريل 05, 2013 8:52 pm | |
| جزاك الله كل خير --------------------------- شكرا لك --------------- منتظرين ابداعك | |
|
رحمة من الله عضو جديد
عدد المساهمات : 3 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12045 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/05/2013
| |
يويو الزعبي عضو جديد
عدد المساهمات : 10 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12046 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/05/2013
| موضوع: رد: الا بذكر الله تطمئن القلوب الجمعة مايو 03, 2013 11:03 am | |
| ماشاء الله موضوع مميز ابدعتم بوركت الانامل موووؤدتي | |
|
صبر جميل عضو محترف
عدد المساهمات : 145 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 12190 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/05/2013 الموقع : منتدى انور ابو البصل الاسلامي
| موضوع: رد: الا بذكر الله تطمئن القلوب الجمعة مايو 03, 2013 12:47 pm | |
| بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
اخوكم انور ابو البصل
| |
|
ميرو السندباد عضو جديد
عدد المساهمات : 30 ♥•النقاط متحصل عليها •♥ : 11964 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/06/2013
| موضوع: رد: الا بذكر الله تطمئن القلوب الخميس يونيو 06, 2013 11:23 am | |
| موضوع في غاية الروعة بارك الله فيك و سلمت يمناك | |
|